لفتت أوساط سياسية مطلعة على مجريات الاتصالات القائمة، عبر صحيفة "الديار" الى أن "رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ لم يكن ينتظر نتائج المشاورات في بعبدا، لمعرفة موقف ​حزب الله​ من العناوين المطروحة، الاجوبة من قبل الحزب تبلغها ​تيار المستقبل​ بشكل مباشر خلال مسار التنسيق الطويل منذ الايام الاولى لاحتجاز الحريري في ​الرياض​ الى حين وصوله الى ​بيروت​"، مشيرة الى أن "الحزب كان صريحا في رسم حدود التنازلات الممكنة في مسألة الناي بالنفس، لا انسحاب من ​سوريا​ قبل انتهاء الازمة، ولا تراجع في الموقف الاخلاقي والاعلامي في ​اليمن​".

ورأت اوساط وزارية بارزة في ​8 آذار​ أن "الحريري يدرك أن الازمة المفتعلة منشأها سعودي وهو غير قادر على اجتراح المعجزات في ظل اختلال موازين القوى في المنطقة، لكنه ابلغ المعنيين انه يستطيع هضم الاكتفاء بتجديد الاعلان عن النأي بالنفس والعودة الى البيان الوزاري وخطاب القسم كمخرج للازمة، لكن في المقابل طالب بوقف ما اسماه التصرفات الاستفزازية المحرجة له في هذه المرحلة الدقيقة، وقد سمع تجاوبا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، وكذلك حصل على موافقة ضمنية من حزب الله، ويتعلق الامر بشكل خاص بالتعامل مع ملف ​العلاقات اللبنانية السورية​، حيث اكد رئيس الحكومة انه غير قادر بعد الان على تحمل قيام وزراء في الحكومة بزيارات الى دمشق خارج الاجماع الحكومي، كما لم يعد قادرا على قبول استفراد وزير الخارجية ​جبران باسيل​ بنسج علاقات مع دمشق بعيدا عن التنسيق معه، وقد جرى التفاهم على حصر العلاقة بالسفيرين اللبناني والسوري، بانتظار تطور العملية السياسية في سوريا وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه".